03/04/2007
أكد رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني حرص اليمنيين على الوفاءِ لقيمهم الحضارية المتجذرةِ في عمقِ التاريخِ، من خلال إيمانهم العميق بالنظام السياسي الديمقراطي التعددي، الذي يحمل معنى التاريخ، وينسجم مع الحاضر،ويتطلعون من خلاله إلى مستقبل أفضل.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاهاعبدالغني في افتتاح المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية والملتقى السبئي الحادي عشر واللذين بدأت أعمالهما اليوم بمدينة عدن بتنظيم من جامعتي عدن وصنعاء بحضور الدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية وبمشاركة أكثر من مائة وستة وسبعين عالماً وباحثاً من الوطن العربي والعالم.
وقال” اليمن عازمة على توفير كل إمكانية متاحة لاستمرار انعقاد المؤتمر والملتقى، وتواصل فعالياتهما والاهتمام بنتائجهما ورعاية كل جهد علمي وبحثي نظري وتطبيقي يبذل في محراب تاريخ هذا البلد وحضارته وآثاره.
منوهاً بالارتباط العضوي لتاريخ اليمن وحضارته بتاريخ وحضارة المنطقة.. لافتاً إلى أن جزءاً هاماً من إرث هذه المنطقة يذهب ضحية الاضطرابات الأمنية المزمنة المتولدة عن استمرار الاحتلال واختلال ميزان العدالة الدولية.
وأكد عبدالغني الحاجة إلى السلام الذي قال إنه لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال في المنطقة واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة وفي مقدمتها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة،وتحرير كامل الأرض العربية.
وقال رئيس مجلس الشورى” إننا في اليمن ننظر إلى حاضرنا باعتباره، حلقةً في سلسلةٍ متصلةٍ من تاريخٍ يحفل بالإنجازات العظيمة، التي احتلت مكان الصدارة في الإرث الحضاري الإنساني، وعكست عبقرية الإنسان اليمني وإرادته القوية في صوغ حياته.
مشيراً إلى أن هذه الرؤية هي التي تميز اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، والذي تحققت لليمن في عهده وعبر محطات مصيرية،أعظم تحولاته على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشاد عبدالغني بالمؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية، وبانتظام دورات انعقاده، وباتساع أفقه،وبنتائجه العلمية المبهرة، التي يتعمق بفضلها، فهمنا لتاريخ اليمن كما تُثبته الوقائعُ والمقارباتُ العلميةُ الحقيقيةُ لا الأساطير والخرافات.
معبراً عن سعادته بانعقاد المؤتمر في مدينة عدن، ثغرُ اليمن الباسم ، وإطلالته الودودة على العالم , والتي خصها المؤتمر بِتسعةََ عشر بحثا، أجمعت على جدارة هذه المدينة ، باعتبارها مستقرٌ إنسانيٌ موغلٌ في القدم، اختزل في ثنايا روحهِ مفرداتَ التاريخِ والحضارةِ والحداثةِ، لتعبر جميعها عن مكانتها بين مدن اليمن والعالم.
كما عبر عن اعتزاز اليمن بهذا الحدث الكبير، وبالاهتمام الذي يوليه العلماء والباحثون في مجال الآثار والتاريخ والحضارة لمهد العرب الأول،بالبحث والدراسة والاستكشاف والتنقيب، بإصرار المؤمن على إجلاء الحقيقة الكامنة في ثنايا هذه الأرض.
معتبراً أن تلك الحقيقة ستظل مصدرَ إلهامٍ، لأن نعمل ونضيف إلى جانبِ ما تم إنجازهُ على صعيد العنايةِ بآثارِ وتاريخِ وحضارةِ اليمنِ، والذي تجسد في إنشاءِ الهيئاتِ والمؤسساتِ ذات الصلة بإدارة وحماية الآثار والتاريخ والتراث في إطار الجهاز التنفيذي للدولة , وتجسد أيضاً في إقامة المتاحف المتخصصة، وفي دعم برامج ومبادرات وجهود البحث والتنقيب الوطنية والدولية.
وقال رئيس مجلس الشورى” إن مسيرةَ هذا المؤتمرِ العلميةُ الرصينةُ، تتعزز بالملتقى السبئي المتفرع عنه، والذي بات تقليداً سنوياً تهتم باستضافته الجامعات العالمية، في دلالة واضحة على المكانة التي تحتلها الدراسات السبئية في الأروقة العلمية والأكاديمية الدولية.
مضيفاً” إن الملتقى بهذا المستوى من الانتظام والمثابرة العلمية الجادة، وباهتماماته المنصبة على الآثارِ والنقوشِ والدراساتِ السبئيةِ، يمثل إثراءً متميزاً ً لكتابة التاريخ اليمني القديم،ولفهم الأبعاد العظيمة للحضارة اليمنية.
وخاطب أعضاء المؤتمر بالقول:” إن معظمكم قد انشغل ولا زال ينشغل بهذا المؤتمر، منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، قَدرَ انشغاله بكل ما يتصل باليمن آثاراً وتاريخاً وحضارةً”.
وأضاف” لقد نشأ في ظله جيلٌ من الدارسين والباحثين، من اليمن والوطن العربي والعالم، يتمتعون بجدية لا متناهية، وإن بعضاً من أهم علماء اليمن ينتسبون إلى هذا الحقل من الاهتمام العلمي والبحثي المنصرف نحو آثار وتاريخ وحضارة هذا البلد.
معبراً عن الفخر والاعتزاز لأن يلتقي معظمُ المهتمينَ بالآثارِ والتاريخِ والحضارة اليمنية، تقريباً، من أقطارٍ عربيةٍ وعالميةٍ عديدةٍ في إطار هذا المؤتمر والملتقى.
وأكد : أن كلاًً من المؤتمرِ والملتقى، هما محلَّ عنايةٍ خاصةٍ من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، كما هما محل اهتمام كبير من قبل الدولة.
وتحدث رئيس مجلس الشورى عن الحاجة إلى السلام في المنطقة وقال” إنه لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال في المنطقة واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة وفي مقدمتها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة،وتحرير كامل الأرض العربية”… وعبر رئيس مجلس الشورى في كلمته عن الشكر والتقدير للعلماء والباحثين والدارسين، من اليمن والوطن العربي والعالم الذين نذروا شطراً ثميناً من وقتهم في تتبع الإرث الحضاري للإنسان في يمننا الحبيب…كما عبر عن الشكر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولجامعتي صنعاء عدن وللسلطة المحلية في عدن على الجهد الذي بذلوه في سبيل انعقاد المؤتر وإنجاحه.
من جانه ألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح علي باصرة كلمة اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر، عبر من خلالها عن الأهمية العلمية و المعنوية للمؤتمر والملتقى بالنسبة لليمن وتاريخه وحضارته.
وقال” إن اهتمامنا بهذا المؤتمر يأتي من المناسبة التي يمثلها للإعلان المنتظم عما يتم اكتشافه من نقوش وآثار ومخطوطات جديدة فضلاً عن المعلومات والمعارف الجديدة المستنبطة من هذه الاكتشافات”.
ونوه بدور المؤتمر في تحقيق التواصل المستمر بين الباحثين في مجال الدراسات اليمنية والعربية، وتوسيع وتعميق التعاون العلمي بين المؤسسات العلمية اليمنية والعربية والدولية العاملة في هذا المجال، ورفد المكتبة التاريخية بمراجع جديدة، فضلاً عما يمثله من ترويج للاستثمار في مجال السياحة.
وأعاد وزير التعليم ا لعالي والبحث العلمي، الى الاذهان الدور الذي أداه الرواد الأوائل للمؤتمر والملتقى الذين دشنوا هاذين الحدثين في فبراير عام 1975م في مدينة عدن.
مؤكداً عزم الوزارة والجامعات اليمنية على مواصلة عقد المؤتمر كل ثلاثة أعوام، وأن المؤتمر القادم سينعقد في رحاب جامعة حضرموت العام 2010م.
الى ذلك ألقى محافظ محافظة عدن أحمد محمد الكحلاني، كلمة عبر من خلالها عن ترحيب السلطة المحلية في محافظة عدن بانعقاد المؤتمر والملتقى ، مقدراً للمؤتمرين اهتمامهم الكبير بعدن التي قال إنها من بين أهم المدن التي حظيت على امتداد العصور بالاهتمام وبالنعوت والصفات الدالة على أهمية موقعها الجغرافي والاستراتيجي ومكانتها ودورها في التاريخ والحضارة الإنسانية.
مذكراً بالدور التجاري الرائد لعدن والتي كانت واسطة تجارة هامة وسوق يأتي إليه التجار والمتسوقون من جميع أنحاء الشرق…مؤكداً عناية المحافظة بكل ما سيصدر عن المؤتمر من توصيات تتعلق بمحافظة عدن.
من جانبه عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أكد الدكتور حسين عبد الله العمري ،على أهمية الأوراق العلمية المقدمة للمؤتمر والتي تزيد عن مائة وستة وعشرين ورقة، تتوزع على محوري الآثار والنقوش والحضارة والتاريخ اللذين سيعنى بهما المؤتمر على مدى ثلاثة أيام.
وقال” إنه بمثل هذا المؤتمر والمهتمين فيه بتاريخ وحضارة اليمن يتجدد العلم والمعرفة بهذا المجال”…مشيراً إلى دلالة انعقاد المؤتمر في عدن مرفأ اليمن التاريخي ومنطلقه إلى بحار ومحيطات العالم.
ووصف الأنصاري الباحث والمؤرخ السعودي الدكتور عبد الرحمن في كلمته عن المشاركين، اليمن بأنها دوحة علم وفضل وتاريخ وحضارة، وقال” لا يغبطها هذا المجد إلا حاقد”.
وأضاف الأنصاري” إننا ننعم بما سطرته أقلام الأجداد وما تركته الممالك التي بنت وأعلت البناء في خزان عدن ومعابد وسدود مأرب والتي هي نماذج لصروح أقامها أبناء هذا البلد العظيم”.
مؤكدا الحاجة إلى إعداد معاجم للنقوش والمدونات التي يتم اكتشافها من خلال الجهود العلمية التي يبذلها الباحثون في اليمن والجزيرة العربية عموماً.
هذا وقد بدأت عقب الافتتاح وقائع جلسات المؤتمر والموزعة على محوري الآثار والنقوش، والتاريخ والحضارة.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمرون خلال جلسات اليوم الثلاثاء وفي إطار المحورين، عدداً من أوراق العمل حول الاكتشافات النقشية والأثرية وتاريخ اليمن الإسلامي الحديث والمعاصر.
المصدر: سبأنت