01/11/2009
دعا مشاركون في ورشة عمل عقدت اليوم بصنعاء حول الإدارة الرشيدة للمياه الجوفية في اليمن الى أهمية وضع خطط وبرامج طويلة المدى للحد من الإستنزاف الجائر للمياه، وتعزيز وإيجاد إدارة مياه مجتمعية مستدامة في اليمن .
وهدفت الورشة التي نظمها مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة، الى مناقشة طرق تطوير إدارة مياه مجتمعية مستدامة في اليمن تشمل الحكم الرشيد لمياه الأحواض، الزراعة المروية، ومياه الشرب والصرف الصحي الريفي .
وكرست الورشة لمناقشة التقرير الأولي لدراسة جمعيات مستخدمي المياه في اليمن وخاصة التوصيات الممكن الوصول بها الى إدارة مجتمعية للمياه وتوحيد مختلف مستخدمي المياه ضمن الإدارة المتكاملة للمياه وتحديد الطرق الداعمة لتكوينها وبناء قدراتها وتنفيذها على أرض الواقع .
وفي الورشة أكد وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي أهمية الحرص على إيجاد آلية فاعلة وحكيمة لإدارة المياه وترشيدها في مختلف الاستخدامات من خلال تشجيع وتبني جمعيات مستخدمي المياه .
مشيرا الى أن المياه أصبحت قضية اليمن نتيجة ما تشهده من موجات جفاف وتقلبات في سقوط الأمطار وتغيرات المناخ من وقت لآخر، الأمر الذي يستدعي تكاتف كافة الجهود نحو تقنين استخدامات المياه والحفاظ علي المخزون المائي .
وشدد الوزير الحوشبي على ضرورة تشجيع المجتمع في ادارة الموارد المائية .. ونوه بدور جمعيات مستخدمي المياه في الحد من استنزاف مياه الآبار الجوفية بإعتباره مراقباً أساسياً لعمليات الحفر والحفاظ على استدامة المياه .
وتطرق الى أهمية نشر الوعي المجتمعي حول ترشيد استخدامات المياه والحفاظ عليها للحياة وري المحاصيل الزراعية الهامة واللازمة للأمن الغذائي .. مشيدا بدعم المانحين لقطاع الري في اليمن ودورهم في دعم مسارات التنمية .
واستعرض الحوشبي جهود وزارة الزراعة والري في تشييد السدود والحواجز المائية المساهمة في تغذية المخزون المياه الجوفية .. مبيناً أن الوزارة ستقوم خلال المرحلة القادمة وبالتنسيق مع وزارة المياه والبيئة والهيئة العامة للموارد المائية لتكوين نظام مؤسسي يعنى بتشكيل جمعيات مستخدمي مياه الري في كافة محافظات الجمهورية وبما يسهم في مساندة جهود الحكومة واجراءاتها المتعلقة في الرقابة على المياه والأحواض للحفاظ على مخزون المياه الجوفية .
ونوه بأهمية الورشة في الاستفادة من التجارب الناجحة والخروج برؤيا واضحة تخدم الموارد المائية والإستخدام الأمثل للمياه والحفاظ عليها لإستمراريتها للعملية الزراعية والاستخدامات المختلفة .
من جانبه أشار وزير المياه والبيئة المهندس عبد الرحمن فضل الإرياني الى أن التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في حفر الآبار بواسطة الآلات وشفط المياه بالمضخات أحد العوامل التي تؤثر على مخزون المياه الجوفية والإنتاج الزراعي .
وقال “: بأن التحدى الأكبر الذي يواجه اليمن هو كيف نستطيع الإستفادة من الأعراف والتقاليد نحو إدارة كفوءة وعادلة للمياه “: .. معتبراً أن جمعيات مستخدمي المياه حجر الزاوية في نجاح عمل الورشة .
وشدد الوزير الإرياني على ضرورة أن تكون تلك الجمعيات حقيقية وأن يتم الوصول الى المستخدمين الحقيقيين، وأن تكون جمعيات مستخدمي المياه مبنية بشكل جيد وبعيد عن السياسة ، وأن تنبثق إدارة المياه من المستخدم نفسه .
رئيس الهيئة العامة للموارد المائية المهندس سالم حسن باشعيب بدوره أشار الى أن مسئولية الموارد المائية والحفاظ عليها يعد مسئولية وطنية عامة كون المياه في متناول الجميع .. منوهاً بضرورة تكاتف الجهود الشعبية والرسمية في انجاح الإدارة المتكاملة للموارد المائية وخاصة المتعلقة بالحفاظ على المياه وترشيد استخدامها .
واستعرض رئيس الهيئة التطور الذي شهدته ادارة الموارد المائية والمتمثل في ايجاد منظومة مؤسسية تشريعية حديثة لقطاع المياه والري .
فيما أشار المسئول بالبنك الدولي يوشيهارو كوباياشي الى أهمية إعداد مثل هذه الدراسات لمساعدة جهود اليمن وخطط وبرامج حماية المياه وتدعيم جمعيات مستخدمي المياه ومدى استفادتها في الزراعة والري .
وتخلل الورشة عرضاً توضيحاً لنتائج وتوصيات دراسة جمعيات مستخدمي المياه في اليمن والتى أعدها خبراء فنيين في مجال المياه من اليمن والبنك الدولي، أبرزها التعلم من النظم المجتمعية ودعم حلول المشاكل محليا والتنظيم بكفاءة وباستدامة وربط الجمعيات في اطار شبكة مؤسسات الحكم الرشيد .
وشارك في الورشة أكثر من 100 مشارك ومشاركة يمثلون وزارات الزراعة والري والمياه والبيئة والمالية والتخطيط والتعاون الدولي والهيئة العامة للموارد المائية وممثلين من البنك الدولي والخبراء من الجامعات وعدد من الباحثين والمهتمين .
سبأنت