11/03/2009
يشكل مرض الإيدز خطراً داهماً على جميع المجتمعات الإنسانية دون استثناء مما يستدعي تضافر كل الجهود وتسخير كل الامكانيات في سبيل مقاومته والتعريف السليم بحقيقة المرض ووسائل انتشاره وحدود خطره وفي هذا الخصوص اختتمت الأربعاء الماضي أعمال اللقاء التشاوري التوعوي للقيادات المحلية ومنظمات المجتمع المدني الذي نظمه المجلس الوطني للسكان بمحافظة صنعاء حول مرض نقص المناعة البشرية الإيدز بمشاركة قيادات المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني على مستوى المحافظة ومختلف مديرياتها، وعلى هامش اللقاء التقينا عدداً من المعنيين المشاركين لمعرفة آرائهم وما يمثله المرض من مخاطر على المجتمع والدور المناط بهم في تعزيز الوعي المجتمعي بالمرض.
توعية إعلامية
بداية تحدث الأخ/ عبدالله علي العنسي وكيل محافظة صنعاء بالقول:
– في الحقيقة أن مرض الإيدز يشكل خطرا على المجتمع بمختلف فئاته ويأتي هذا اللقاء للقيادات المحلية لما لها من دور في التأثير على المجتمع عبر العديد من الوسائل المختلفة وتوعيته بالعديد من القضايا الاجتماعية ومنها مرض الإيدز الخطير الذي أصبح يهدد الفرد والمجتمع.
ونحن ندعو وسائل الإعلام المختلفة للقيام بدورها في توعية الناس بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه وتعزيز الوعي لدى المجتمع بكيفية التعامل مع مرضى الإيدز وعدم نبذهم ورفع الوصمة الاجتماعية عنهم وضرورة احترامهم لأن مريض الإيدز كغيره من المرضى يجب أن يتمتعوا بالحقوق وتشجيعهم على الاندماج في المجتمع والوقوف إلى جانبهم.
نحن في محافظة صنعاء على استعداد لتقديم كل الرعاية والاهتمام ودعم الأنشطة التوعوية في أوساط المجتمع ، وندعو الجميع الى القيام بدور فاعل في نشر التوعية بالمرض ومخاطره والوقوف إلى جانب الجهات المعنية ومساندة جهودها في مواجهة هذا الوباء الخطير والحد من انتشاره.
إشراك القيادات المحلية
الدكتور/ عبدالله عبدالكريم العرشي- مدير وحدة مشروع الإيدز بالمجلس أوضح أن وحدة مشروع الإيدز نفذت العديد من الفعاليات والأنشطة التي استهدفت القيادات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين من الخطباء والمرشدين لتعزيز الوعي لديهم بمخاطر المرض حتى يتم نقل هذه المعلومات ونشر الرسائل التوعوية إلى المجتمعات المحلية التي تحيط به حتى تتسع دائرة التوعية خصوصاً وأن هذه القيادات لها تأثير كبير في أوساط المجتمع وبالتالي فإن إشراك هذه القيادات المختلفة له تأثير إيجابي وفاعل في المجتمع من أجل إيصال الرسالة والإسهام في إيجاد الحلول المناسبة للحد من انتشار هذا الطاعون القاتل الذي يغزو المجتمعات بدون استثناء.
ويأتي هذا اللقاء في إطار خطة المشروع لنشر الرسالة في أوساط القيادات الإجتماعية في مختلف المحافظات بمديرياتها لأن المسئولية تقع علينا جميعاً لحماية أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا حتى لا يقعوا فريسة لهذا المرض.
تخصيص وقت للتوعية بالمدارس
الأخ/ حميد يحيى حطرم – مدير عام مكتب التربية بمحافظة صنعاء تحدث بالقول:
– هذا اللقاء اكتسب أهمية كبيرة من حيث المشاركين الذين يمثلون قيادات اجتماعية ومحلية مهمة ولهم دور في التأثير على المجتمع المحلي المحيط بهم وبالتالي فإن التوعية ونشر الرسالة بمخاطر مرض الإيدز أصبح مهما وواجبا على الجميع أن يقوموا بدورهم التوعوي وأن تتكاثف الجهود في الحد من انتشار هذا المرض القاتل.
المرض خطير ولكن طرق الوقاية منه سهلة إذا ما عرف الناس ذلك وبالتالي فإن التوعية بالمرض ضرورة حتى لا يقع الناس في مصيدته، وأنا من خلال الصحيفة أوجه الأخوة مدراء التربية في المديريات والموجهين والمدرسين بضرورة تخصيص وقت لإقامة محاضرات توعوية بمخاطر المرض في أوساط الطلاب حتى يعرف الشباب مخاطر المرض ويكون العلم والمعرفة سلاحا بيدهم يقيهم من الإصابة لأن هذا المرض قاتل والجميع معني بمكافحة ونشر الوعي في أوساط المجتمع خصوصاً الشباب كونهم أداة للتغيير والأكثر تأثيرا وتأثرا بالرسالة التوعوية وأؤكد على ضرورة تضافر الجهود المجتمعية بكل أشكالها في التصدي لهذا المرض الذي أصبح يقلق المجتمع.
الحد من انتشار المرض
الشيخ/ جبران غوبر- أمين عام المجلس المحلي بمديرية الحيمة أكد على أهمية أن تقوم المجالس المحلية بدورها في هذا الجانب من خلال التوعية في أوساط المجتمع واستغلال الاجتماعات مع مختلف المكاتب التنفيذية لإيصال الرسالة الهادفة بمخاطر المرض وكذا التعميم على خطباء المساجد القيام بتوعية الناس عبر المساجد بخطورة المرض وطرق الوقاية منه.
وضرورة أن يقوم الإعلام بواجبه في هذا الجانب و توعيته الناس لأن المرض ژأصبح خطرا والكلام عنه ليس بالعيب كما كان في السابق فالمجتمع يجب أن يعرف مخاطر المرض وطرق الوقاية منه للاسهام في الحد من انتشاره، ونحن في السلطة المحلية سنقوم بعمل كل ما بوسعنا للاسهام في الحد من انتشار المرض ودعم كل الأنشطة في هذا الجانب .
5 1حالة إصابة بالمرض
الدكتور / محمد هادي حمران – منسق البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بالمحافظة أشار إلى أن استهداف القيادات المحلية والمجتمع المدني للتوعية بمخاطر مرض الإيدز يأتي في إطار الدور الذي تمثله هذه الشريحة في المجتمع وقدرتهم على التأثير في الفئات الأخرى على مستوى المحافظة والمديريات لأن التوعية بالمرض تشكل إطار الحماية للمجتمع من الإصابة لأنه إذا ارتفعت نسبة الوعي لدى المجتمع فأننا سنحقق نجاحاً كبيراً.
في الحقيقة الحالات التي تم اكتشافها في محافظة صنعاء إلى شهر اكتوبر من العام 2008م بلغت (15) حالة في عدد من المديريات (4) نساء و(11) رجلا وتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحص في المختبرات وغيرها ونواجه في المحافظة مشكلة في عدم توفر مختبر مركزي كأي محافظة أخرى وما تم اكتشافه من حالات كانت في مختبرات ومستشفيات الأمانة.
ونهدف هذا العام إلى إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية في أوساط الشباب داخل المدارس والتجمعات والمعسكرات الصيفية من أجل رفع الوعي بمخاطر المرض وتوسيع دائرة المعرفة داخل المجتمع.
التأثير على المجتمع
الأخ/ بكيل يحيى المطري- أمين عام المجلس المحلي بني مطر تحدث بالقول:
– توعية القيادات المجتمعية بمخاطر المرض مهمة حتى تتكون لديهم معرفة ومن ثم القيام بأيصالها إلى مجتمعاتهم حول المرض وكيفية الوقاية منه وكذا كيفية التعامل مع مريض الإيدز عن طريق اللقاءات والمناسبات الاجتماعية في المديريات يستطيع الشخص أن يوصل الرسالة خصوصا وأن القيادات المحلية لها تأثير على المجتمعات وتعريفهم بضرورة وقاية أنفسهم من المرض وأن يحسنوا التعامل مع من ابتلاه الله بالمرض حتى لا يشعر المريض بأنه منبوذ من قبل مجتمعه وينعكس ذلك سلبياً عليه وضرورة أن يعرف الناس بأن المريض من حقه أن يحظى بالقبول وعدم حرمانه من حقوقه الاجتماعية ونأمل أن نستطيع أن نقوم بعمل شيء من شأنه الأسهام في الحد من انتشار المرض.
توسيع قاعدة التوعوية
الشيخ/ عبدالعالم محسن أبو نشطان أمين عام المجلس المحلي بمديرية أرحب أكد على أهمية هذا اللقاء لتوعية القيادات المحلية بالمرض وغيرها من القضايا الاجتماعية التي تهم الناس من أجل توسيع قاعدة التوعية في المجتمع خصوصاً الأرياف بالمرض وطرق الوقاية والاسهام في الحد من زيادة اتساع رقعة المرض وما يمثله المرض من خطورة على الشخص والمجتمع من ناحية اجتماعية وصحية وغيرها.
ويجب أن يتحمل الجميع واجبهم في توعية الناس حتى لا نقع فريسة لهذا المرض الفتاك وندعو الجميع أن يلتزموا بالعفة والتعاليم الإسلامية حتى يتحصنوا من هذا المرض.
مرض العصر
الأخ/ نبيل حسين بشر – أمين عام المجلس المحلي بمديرية صعفان أشار إلى ما يمثله المرض من تحد للمجتمع باعتباره من أخطر أمراض العصر ويحصد الملايين على مستوى العالم وبدون استثناء، ويجب أن نكون على علم بمخاطره وأن نوعي مجتمعاتنا حتى نحد من انتشاره وأن يقوم المعنيون في الجهات المختلفة ومنها القيادات المحلية بتحمل المسئولية تجاه المجتمع وتوعيته خصوصاً وأن المجالس المحلية لها تأثير كبير على أبناء المجتمع حتى نحصن أبنائنا من المرض.
وأن يعرف الناس كيفية التعامل مع المريض والنظرة التي ينظرها البعض تجاه المصابين بالإيدز التي تزيد من معاناتهم وقد تؤثر سلبيا عليهم من خلال الوصمة الاجتماعية تجاه مرض الإيدز.
خدمة المجتمع
غادة المحاقري – أمين عام جمعية الويدان الاجتماعية تحدثت قائلة:
– إن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا كبيرا في خدمة المجتمع بمختلف المجالات الاجتماعية ومنها التوعية بمخاطر الإيدز الذي أصبح يؤرق المجتمعات خصوصاً وأن عمل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني قريب من مختلف الشرائح الاجتماعية والوصول إلى الفئات المستهدفة وتعد التوعية بمرض الإيدز مهمة وطنية والجميع معني بها من أجل الحفاظ على المجتمع والحد من انتشار المرض.
قمنا بتنفيذ العديد من الأنشطة في هذا الجانب وخصوصاً في أوساط الفئات المهمشة من أجل خلق وعي صحي في هذا الجانب وغيره من الجوانب الحياتية.
إيجاد شراكة
الدكتورة /ميادة نبية – مسئولة الرعاية السريرية بالبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز أكدت على أهمية توعية القيادات المحلية والمجتمعية لما لها من دور كبير في توعية المجتمع وبالذات في ما يخص مرض الإيدز وطرق انتقاله والوقاية منه من خلال اللقاءات والاجتماعات والمناسبات الاجتماعية واستغلالها في ايصال الرسالة التوعوية خصوصاً وأن الوزارة لا تصل إلى جميع الفئات ويجب تكاتف مختلف الجهود في المجتمع وإيجاد شراكة بين جميع الوزارات المعنية لإيجاد التوعية ومكافحة المرض الخبيث كون هذا المرض لا يؤثر على الشخص صحياً وإنما من الجانب الاجتماعي والاقتصادي ويشكل تحديا كبيرا أمام تحقيق جهود التنمية في المجتمع.